التعليم الالكتروني ضرورة أم ترف . هذه السلسلة من المقالات عثرت عليها في ورقة عمل مقدمة في 16 رجب 1423 هـ قدمها الدكتور إبراهيم بن عبدالله المحيسن تحت عنوان “التعليم الالكتروني… ترف أم ضرورة”
ورغم قدم الورقة التي مضى على تقديمها حتى الان ما يزيد عن خمسة عشر عاماً إلا أنني وجدت فيها تلميحات وتجارب جديرة بالاطلاع. وفيها مجال في غاية الأهمية
وهو المقارنة بين نظرة الأكاديمي المتخصص قبل هذا العدد من السنوات وحال القطاع التعليمي الان بعد مرور خمسة عشر عاماً على قراءة تلك التجارب
سيتم تجزئة الموضوع الى عدة مقالات نبدأها بهذا المقال بعنوان “التعليم الالكتروني… ترف أم ضرورة”
التعليم الالكتروني
اولت هذه الورقة تعريف التعليم الالكتروني (الافتراضي) وتحديد أهم مصطلحاته:
المتعلم إلكترونيا،
المعلم إلكترونيا،
المدرسة الالكترونية،
المكتبة الالكترونية،
الكتاب الالكتروني،
وبعد ذلك تطرح الورقة هذا النوع من التعليم كتحد يواجه التعليم المعاصر؛
فبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه هذا النوع من التعليم في مدارس الدول الصناعية، إلا هناك عوائق كبيرة تواجه هذا النوع من التعليم في مدارسنا.
وتنتهي الورقة ببعض الحلول العاجلة “لمواكبة الركب” واستثمار هذه الفرصة التعليمية السانحة في وقت نحن في أمس الحاجة إليها.
مقدمة:
… لم يشهد عصر من العصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة،
من أهمها الثورة الهائلة التي حدث في تقنيات الاتصالات والمعلومات والتي توجت أخير بشبكة المعلومات الدولية (انترنت).
… وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرة الصف وبين أروقة المدرسة،
إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو تأسيس تعليم متكامل معتمد على هذه التقنيات وهو ماسمي بالتعليم الالكتروني أو الافتراضي (Virtual Learning) ،
وقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التعليم في السنوات الخمس الأخيرة،
إذ نظمت الجمعية الأمريكية لعمداء القبول والتسجيل أول مؤتمر دولي للتعليم الالكتروني في مدينة دنفر بولاية كلورادو الأمريكية في شهر أغسطس من عام 1997م
وأتبع بقمة للمسؤولين عن هذا التعليم، وحضر القمة والمؤتمر مدراء جامعات وعمداء قبول في أهم مؤسسات التعليم الالكترونية في أمريكا ودول أخرى متعددة (¬1) ،
وكان من أهم توصيات القمة والمؤتمر مايلي: (AACRAO, 1997)
1- التعليم الالكتروني وجميع وسائله ستكون ضرورية وشائعة لإكساب المتعلمين المهارات اللازمة للمستقبل.
2- التعليم الالكتروني فتح آفاقا جديدة للمتعلمين لم تكن متاحة من قبل، وهي حلا واعدا لحاجات تلاميذ المستقبل.
3- يجب تطبيق ماتم التوصل إليه من منافع التعليم الالكتروني مع عدم إغفال الواقع التعليمي المعتاد.
تعريف
التعليم الالكتروني أو الافتراضي هو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها،
وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذا المصطلح منها :
Online Education وَ Web Based Education وَ Electronic Education
وغيرها من المصطلحات (المحيسن وهاشم، 1419 هـ).
مصطلح التعليم الالكتروني
ويميل الباحث إلى استخدام مصطلح التعليم الالكتروني بدلا من مصطلح التعليم الافتراضي، وذلك لأن هذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم المعتاد إلا أنه يعتمد على الوسائط الالكترونية،
فالتعليم إذن حقيقيا وليس افتراضيا كما يدل على ذلك مصطلح التعليم الافتراضي.
يقول دوبس وفليب: ” إن المتعلم إلكترونيا هو متعلم حقيقي لكنه يتعلم في بيئة إلكترونية” (Dubois, and Phillipp, 1998, p.137)،
ويؤكد هذه الحقيقة رتشارد لويس حينما يتساءل عن طبيعة المعنى الدقيق لكلمة افتراضي (Virtual) فيجد أنها تعني شيئا ليس حقيقيا،
ولكن هل التعليم باستخدام التقنيات الالكترونية –كما يذكر- ليس حقيقيا؟! (Lewis, 1997) .
إننا يجب أن ننظر إلى النتائج لا أن ننظر إلى عدم ظهور هذا النوع من التعلم، ولا شك أن نتائج هذا التعليم توحي بوجود تعليما حقيقيا ربما يواكب التعليم المعتاد.
¬__________
(¬1) حضر الباحث هذا المؤتمر ممثلا للمملكة في شهر أغسطس عام 1998م.
نقلت هذا الموضوع من المكتبة العربية الكبرى AML